Saturday, January 5, 2008

يركض





يركض , يركض بتهور , باضطراب , بخوفٍ ربما , لا ادري , دقات قلبي تتسارع , اشعر كأني أركض معه , أتفادي تلك السيارات التي تعوق هذه الطلقة
رأيته , رأيته من مكانٍ عالٍ يسمح لي برؤية أكثر وضوحاً و هدوءاً ايضاً , دلني عليه صديقي المؤذي.


يلتفت ورائه عدة مرات , ينظر الي يده , لا يجد ساعته, ينزعج للحظة ويكمل ركضه , يضع يده بجيبه يتحسس ما فيها , أشعر أنه نسي شئ ما يبحث عنه في جيبه , انتظر أن يتوقف , فقد ظهرت علي وجهه بعض علامات الانزعاج , ربما سقط شيئ وعليه أن يعود ليحضره, لم يتوقف بل ازدادت الخطوات سرعة واضطراب . أدركت انها لم تكن محاولة للبحث عن شئ , بل للتأكد من عدم وجود هذا الشئ , و لم تكن نظرة انزعاج , بل محاولة للمراوغة .


يركض بلا توقف , مفترق طرق , ميدان واسع ينقسم فيه الطريق الي أربعة , يتجه يميناً , لا أدري سبب ذلك ولا أظنه يدري أيضاً. ازداد يقيناً أنه لا يركض الي شيئٍ ما , بل من شئٍ ما .


يركض.

Wednesday, January 2, 2008

ايس كريم



اعشق الشتاء , اعشقه بكل تفاصيله , الشوارع تكاد تخلو من الناس الا من بعض وجوه اشعر معها بالالفة , امشي بهيأتي المعتادة واضعا يدي في جيبي , رافعا رأسي للسماء , اتوقف عند بائع ال (ايس كريم ) اشتري طلبي المفضل الذي يحفظه البائع عن
ظهر قلب (فانيليا,شيكولاته). اكمل تمشيتي و علي وجهي ابتسامة بها مزيج من الخبث والاعجاب والحنين
اتذكر هذا الطفل الصغير في عيادة الطبيب , فقد كان امام خيارين , ان يتحمل الام لوزتيه الملتهبتين ويتركهم بداعي انهم -حسب كلام الطبيب- خط الدفاع الاول لجسمي من الامراض ,و كلام كثير عن جسمي الذي يحتاج الي المناعة التي تمنحها اللوزتين . و اما الاختيار الثاني وهو استئصال اللوزتين بكل ما يثيروه من احتقان واعياء ومناعة ايضا , فأنا لم اشعر هذه الايام بغير الاحتقان والاعياء , اعتدت الفراش والمضادات ومسكنات الالم , فقد تحول جسمي الي ميدان لحروب الفيروسات وقوات المضادات الحيوية
.بعيدا عن الاحتقان الذي انتهي مع انتهاء العملية , لا اذكر شئ اسعدني بقدر العلاج , فقد كنت مضطر لتناول كميات من ال (ايس كريم) تكفي لعشرة اشخاص لمدة اسبوعين تم الاتفاق علي جعلهم ثلاثون يوما بالتمام والكمال
تختفي شئ فشئ ابتسامة الخبث وابتسامة الاعجاب والحنين وتظهر ابتسامة غير ذات معني