Monday, February 7, 2011

كل هذ التشويش




كل هذا الضجر , لا أستطيع ضمان سلامة هذه الأزرار , او إكتمال ما يكتب الآن , لم أجد نفسي بهذا العنف , كل حرف يكتب قد يكون الأخير من عنف ضغط يقترب من التدمير علي زرار بلوحة المفاتيح , إنتقام ما ربما من البوح يفسر كل هذا العنف أو لربما محاولة يائسة لاستحضار روح البوح في صورة العنف , أهو عنف الكبت أم تعدي ذلك إلي الإنفجار , أهي محاولة لتمرير بعض كلمات وأفكار تفسح مجالاً إمتلأ عن آخره بكم مزهل من أفكار مشوشة ؟ , أم هي محاولة للحفاظ علي فراغ ما لا يقبل أن تشاركة أي فكرة كانت لتبقي علي سلام نظري لما أراه يوماً ؟ . أفكاراً تتقاطر في سرعة أكبر من قدرة الأستيعاب أو التحليل و السيطرة , تجعل العقل جحيماً مغلق المنافذ .

كل هذا التوحد , لم يعد خبر وفاة أو فقد الأشخاص بشئ مزعج , يمر كغيره , كغيره تماماً , بلا أيَّة تأثير , ربما لا ينجح في الأساس في التأثير علي حاسة أُخري غير حاسة السمع مثله مثل إهانة صادمة , خبر مُفزِع , بوادر إنهيار علاقة , إنهيار علاقة بالفعل , حاسة السمع هي جهاز أمني شديد التنظيم والجمود لا يعرف المناورة ولا المساومة ولا يوجد به نقاط ضعف تسمح بالمرور , يدري تماماً أخطار المرور , علي دراية بموقعة كخط أول وأخير , في الإفلات منه فرصاً لا نهائية في جحيم مستعر داخل نصف دائرة أعلي الجسد , أحمل فيها أفكاراً حبيسة منذ أخذ جهاز سمعي أمر التكليف من بضع سنين , لا يمر منه شيئاً في أي إتجاه , ما بالداخل بالداخل ولا سبيل لما هو في الخارج لأن يمر.

كل هذا القمع , علي إمتداد المسير من مصطفي محمود إقتراباً من ميدان التحرير مروراً بشارع التحرير وكوبري قصر النيل ثم الزمالك , كل هذا المسير لم تفلت صيحة واحدة , هتاف واحد , لم تتحرر الأفكار من سلطان القمع , لم تتمكن الأفكار من المرور , أُغتيل الحماس بل تم قمعه والسيطرة عليه , علي مدار أعوام , حفلات غنائية لا حصر لها ,اللسان داخل الحدود , الأيدي داخل حدود جيوب الجينز , لم تفلت صيحة واحدة , هتاف واحد , لم تتحرر المشاعر من سلطان القمع , لم تتمكن الأنغام من المرور .