Wednesday, September 19, 2012

**



يقول خالد صدقة ” الكُل يركض خلفك , الصياد والغزال والغابة ” , لقد قال كل شيء , أرى أنَّه لم يذكر المكان , بل أرى أنَّه إنتزع  المكان -الغابة- من كينونته وجعله يركُض  , إنَّهُ التجريد الكامل . إن مُجرَّد اعترافك بوجود مكان ما هو تمام الخيانة للفكرة , فكرة أنه لا مكان هنا , لذلك تركُض

————————————————————-
” العقل فاسد , القلب فاسد , الجسد فاسد”
قلت سابقاً أنني أكتفي بدور الإله , المُشاهِد الصامت البعيد اللذي يستخدم ذاته في الحفاظ على راكور مَشهدٍ ما أو يُصدِر ضجيجاً مُلائماً في خلفية موسيقية أو أحجب بظلي ضوء زائد غير مرغوب فيه , لو طلب مني أحدهم أن أقوم بدور عامل ال ” كلاكْ ” , سوف أسحب قطعة من الجير الأبيض وأكتب سطراً : ” العقل فاسد , القلب فاسد , الجسد فاسد ” عنواناً لمشهد , ثم أطبق بطرفي ال ” كلاك ” الخشبي ليصدر عنه صفعة مدوية غير معتادة تحدث صمتاُ أبَديّ

*


يقول كافكا أن الكسل وقلة الصبر هما الخطيئتين اللتي ينبثق عنهُما جميع الخطايا , وبينما يتكلّم هو عن
صِفات , أجد ” الصفة ” في اللغة أكثر حياداً , فا كلمة مثل ” الكسَل ” أو ” قلّة الصّبر ” تظل صفة
والصفة في اللغة ساكنة دون حركة , لا يتطلب وَقْع قراءتِها مَجهود ما مثل ” الفعل ” , فاجِد كلمة ” ممارسة ” اشد
صعوبة وإجهاداً على النفس عند قراءتها , الفعل في اللغة بمثابة إختبار إرادة , مُكاشفة , مبارزة قوى مابين إرادة ” الفعل ” في
اللغة وإرادتي الشخصية , لم أجد فعلاً أشد إجهاداً من ” ممارسة ” , فانا على طول خط العمر لم أظفر بممارسة تستحق
الإحتفاء والإحتفال , لم أُمارِس فيلماً كما يجب واكتفيت فقط بمجموعة مشاهدات من الممكن أن نعطيها صفة ” هائلة ” , لم أُمارِس
حُبّاً كما يجب , لم أُمارِس علاقة جنسية كما يجِب, لم أُمارِس صداقات كما يجب واكتفيت فقط بحزمة من العلاقات السطحية .