افتح باب حجرتي , اتجه نحو المطبخ كي اجد لنفسي شيئ يصلح للأكل , هناك رغيف عيش و جبن ابيض , اعد لنفسي نصف رغيف اكله ثم اتجه نحو الحجرة مرة اخري , استكمل المباراة الخامسة او ربما السادسة , لا ادري تحديدا , استعد لاحراز هدفي الثامن الذي يشبه السابع و السادس كثيرا , احد اللاعبين الذين يجيدون التصويب قررت ان اضعه في منتصف الملعب , امرر له الكرة ثم اسدد فتصبح هدفا لا محاله , استمر في احراز الاهداف , تنتهي المباراة , ابدأ واحدة اخري ثم اخري .
الساعة الخامسة , ميعاد المسلسل المفضل منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري , شاهدتة اكثر من خمس مرات بنفس الحماس واللهفة والشغف , اتذكر اني كنت اغلق هاتفي وانزع اسلاك هاتف المنزل كي لا يزعجني احدهم اثناء مشاهدة مسلسلي المفضل
اعتدل في جلستي , موسيقي عمار الشريعي الشهيرة في المقدمة , رأفت يبعث بأحد الرسائل الي المخابرات العامة يخبرهم بمعلومات مؤكدة عن هجمة اسرائيلية وشيكة , لازلت اشعر ببعض الجوع , اترك الحجرة و اذهب لاعداد بعض الطعام ثم اعود مرة ثانيه , رأفت يجلس علي سريره يستمع الي تقارير الحرب من الاذاعة المصرية و هو في نشوة هائلة , تأتيه مكالمة هاتفية , يتجه الي مكتب سيرينا , الجميع في حالة ترقب , ها هو مشهدي المفضل عندما يدخل احد الاسرائيلين ليخبرهم بحقيقة الامر و يبشرهم بالاستيلاء علي سيناء و مشاعر رأفت الهجان في هذه اللحظة والتي جسدها بعبقرية فذة الرائع محمود عبد العزيز , يدخل الرجل ليخبرهم بحقيقة الامر , تنقطع الكهرباء عن المنزل , افصل مفتاح الكهرباء عن الغرفة كي لا يسبب التيار احتراق اي من الاجهزة عند عودته مرة اخري , اتجه نحو نافذة الغرفة التي تقع في دور ارضي , الشوارع خالية من المارة , امرأة عجوز تظهر من بعيد حاملة حقيبة علي رأسها , تقترب من النافذة وانا اتابعها بعيني , تسقط الحقيبة , تحاول ان تضعها مرة ثانية لكنها تفشل , تضعها علي احدي السيارات بجانب الطريق وتحاول حملها مرة اخري لكنها تفشل ايضا , تجلس علي حجر ملقي علي جانب الطريق , تضع الحقيبة علي رأسها , تنهض ثانية فتقع الحقيبة مرة اخري , اترك الغرفة واذهب لاعداد كوب من الشاي , المح نورا في غرفة اخي , اتجه الي غرفتي , اعيد تشغيل جهاز الحاسب , و استعد لمباراة جديدة ...
انه الملل يا عزيزي.