انا هو , كاتب السيناريو الشهير والشهير عائده علي السيناريو وعلي شخصي بطبيعة الحال , مشروع عظيم عكفت علي انجازه من
زمن لذا يستحق وانا هذه الشهرة بل والتعظيم بل وأكثر من ذلك , ولما لا ؟! مجهود عظيم , عبقرية ما ترسم كل هذه الشخصيات بهذا التفصيل بل والتعقيد , لا توجد ثغرات فكل الشخصيات تم رسمها بدقة متناهية ومنطقية تعجز امامها اي محاولة لاي من الاحداث او الشخصيات للنفاذ خارج الحدود حيث اطار شديد الاحكام صنعته بمهارة كثيرا ما احسد عليها وكثيرا ما يكفر بها الممثلون بل وينسبون لانفسهم بعض الاحداث التي تظهر وكأنها ارتجالات
.
وحيداً فالوحدة تصنع العبقرية احياناً وتصيبك بالجنون أكثر الاحيان فا مارس الجنون في ابشع صوره لاتخلص من الوحدة و العزلة , أصنع فيلم اوروبي طويل يقتسم فيه ابطاله العزله معي فلا اصبح وحيداً في وحدتي
التيتر
الكل ابطال والكل كومبارس فانت كومبارس لبطل آخر وهذا البطل ماهو الا كومبارس لك ولبطل ثالث هو الاخر كومبارس لبطل رابع لأنه ولكي تصنع فيلماً عبقرياً يجب ان يشعر الجميع انهم ابطالاً انت فقط من تدرك الحقيقة ان الكومبارس لا يوجد بينهم ابطالاً حقيقيون
الأدوار
شخص 1 : رجل ثلاثيني طويل القامة اسمر اللون لا يوجد ما يمزه سوي عرجة شديدة في رجله اليمني نتيجة لمرض في الطفولة اصابة نتيجة لأهمال والدته فأصبح اعرج ذو هيئة قبيحة وجد لنفسه ملاذاَ آمناَ فأصبح من رواد الجامع القريب من المنزل فهدأت نفسه وأطمأنت وأسلم نفسه لربه ولوالدته حيث رزقها الله من حيث لا تعلم وجادت علي ولدها بما جاد عليه ربه
شخص 2 : رجل ثلاثيني طويل القامة اسمر اللون لا يوجد ما يمزه سوي عرجة شديدة في رجله اليمني نتيجة لمرض في الطفولة اصابة نتيجة لأهمال والدته فأصبح اعرج ذو هيئة قبيحة وجد لنفسه ملاذاَ وانتقاماً وتعويضاً عما ألم به وبساقه فأخذ يروع المارة ويفرض الاتاوات مستخدماً مهارات اكتسبها خلال سنين عمره البائسة في استخدام كل ما هو حاد يقتل أو يسبب علامة , فقد كانت أمه سيدة فقيرة مات زوجها في حادث سيارة فأصبح الحال شديد الضيق لا يحتمل ارملة ورجل اعرج قتلت امه الارملة ساقه وهو صغير
شخص 3 : رجل ثلاثيني طويل القامة اسمر اللون لا يوجد ما يمزه سوي عرجة شديدة في رجله اليمني نتيجة لمرض في الطفولة اصابة نتيجة لأهمال والدته فأصبح اعرج ذو هيئة قبيحة وجد لنفسه ملاذاَ آمناَ في القراءة والمذاكرة منذ الصغر , درس التاريخ في الجامعة وأصبح معيداً لقسمه , فالأم استاذة للآداب في احدي الجامعات جعلت منه معيداً كي يصبح مثلها يوماً ما
شخص 4 : رجل ثلاثيني طويل القامة اسمر اللون لا يوجد ما يمزه سوي عرجة شديدة في رجله اليمني نتيجة لمرض في الطفولة اصابة نتيجة لأهمال والدته فأصبح اعرج ذو هيئة قبيحة وجد لنفسه ملاذاَ آمناَ في القراءة والمذاكرة منذ الصغر , درس التاريخ في الجامعة وأصبح معيداً لقسمه , لديه شقة خاصة وغير متزوج , يمارس الجنس بشراهة مع رفيقات كثيرا ما يتعرف عليهم اثناء جولاته في بارات وسط البلد فالأب فناناً تشكيلياً متعدد العلاقات وكثير السفر والاختلاط
شخض 5 : والد شخص 4 , رجل في الستين من عمره تزوج في الخامسة والعشرين بعد صراع كبير مع فكرة الزواج فهو لا يرغب في التكوين .. تكوين اي شئ , اسرة , منزل , عمل دائم , نظام ما اياً كان , لا يحب الأطُر , لا يرغب في شكل ما لأي علاقة مهما تكن تربطه بشخص 6 , 7 , 8 , 30 , 120 , بليل داخلي في منزل 4 او نهار خارجي بنيل القاهرة , دائماً ما يتذمر من التصوير , يأتي متأخراً يميل الي الارتجال اغلب الاحيان
ماستر سين
يترك شخص 5 مكان التصوير دون اذن , يتحرك في برود الواثق المتمرد يدخن سيجارته الخمسين لهذه الليلة فهو يشرب بشراهة املاً في ان ينهي مشاهد فيلماً سخيفاً علي قلبه بأن يتوقف هذا القلب يوماً في احدي ليالي التصوير في منتصف العمل فهو لا يروقه مشاهد الختام اللتي لن تخرج عن جنون حاد يصاب به نتيجة العزلة خارج الأطر او اكتئاب أشد حدة لنفس السبب ايضاً , يترك مكان التصوير , يتجه الي احدي البارات بمنطقة وسط البلد , يجلس علي احدي مقاعد البار يطلب قهوة ساخنة , ينظر الي شخص 170 الجالس بجانبه , يهذي :" مش ممثل , مش عاوز الدور ده , ولا غيره , هكتب انا دوري وامثلة , هاعمل دور مالوش جوايز , مبيحضرش حفلات عرض أول ولا مهرجنات , دور ميسقطش ولا ينجح , هعمل دور حبل اشنق بيه شخص 77 , أو نار تحرق ديكور بيت 8"يزداد حدة الصوت و يكرر " مش همثل , مش همثل " يمسك بياقة قميص شخص 170 ويدور به في منتصف البار مردداً " مش ممثل , مش ممثل " أضاءة شديدة لأحد سبوتات الأضاءة بنير وجه شخص 5 , يتوقف عن الصياح وينظر في ذهول الي الضوء المبهر اللذي يصيب بالعمي من شدته , يترك شخص 77 ويضع يده في اتجاه الضوء ليحمي عينيه , يضيء كشاف آخر بنور مبهر , يدور شخص 5 في حركة هيستيرية بأتجاه الضوء , تنير الكشافات من جميع الاتجاهات ويدور هو حول نفسه ويحاول حماية عينيه من ضوء يعمي , تسمع منه شهقة مربعة مع كل كشاف يضئ , تظهر كاميرات تصوير كثيرة في متتالية مرعبة , يزداد زعره ويبحث عن منفذ صغير ما بين الاضواء وكاميرات التصوير , يجري كالطلقة مسرعاً الي الخارج , يقود سيارته مسرعاً مبتعداً
فيناله
الساعة الثانية بعد منتصف الليل , زحام شديد يتسبب في توقف الطريق الدائري , لا يوجد احتمال اخر , ولا مجال للتنبؤ , حادث سيارة والتنبؤ متاح فقط لتحديد عدد القتلي
سيارة صفراء بجانب الطريق اختفت معالمها بالكامل ,حالة كابينة القيادة تطرح الكثير من الاسئلة حول كيفية اخراج الجثة من السيارة , يأتي الرد سريعا علي جانب الطريق حيث قطعة من القماش الابيض تغطي الجثة , سيارة الاسعاف تنتظروصول الشرطة لتحرير محضر بالحادث , يتيح هذا الانتظار الفرصة للجثة لامضاء بعض الوقت- والذي يتعدي الساعة في احسن الاحوال- مع بعض الاشخاص اللذين
لتفوا حول الجثة , شخص 37 , شخص 89 و شخص 157 , نظرات صامته , حيادية , غير ذات معني كنظرات الابقار
تبتعد الكاميرا في بطء حتي تختفي السيارة و من حولها في بقعة صغيرة من ضوء كشافات الطريق .