صديقي العزيز , صديقي العزيز شريف زهيري
اكتب هذا بعد ان اخترت مقطوعة موسيقية مشتركة كخلفية مفرِحَة طيبة لهذا الخطاب , انت تعلم تماما اني أري هذا العالم كَ عركة في حارة وأنت فيها من يحمي ظهري , الكثير منهم في البيوت يُمسِكون بريموت التلفزيون غير عابئين في تواطؤ غير مُعلَن حسَن النية , والبعض علي حافة الشبابيك لا يتعدونه عن عجز أو عن تواطؤ أقل نُبلاً من سابِقُه , منهم من يهتِف تشجيعاً لمن هم في المنتصف ويفعل كفعلَة مصطفي متولي في فيلم المنسي ويلقي لنا ولاعة وبعض السجائر كلما احتَدَمَت المعركة كي يعيننا علي الثبات أو كلما هَدِئت الوتيرة وتطلب هذا بعضاً من تفكير وحساب وتغييراً لاستراتيجيات الدفاع والهجوم
في وسط هذا لا أجد غيرك في ظهري , تمارس الثبات ببطولة نادرة , وفي هذه الحالة الخاصة بطولة لا يوجد لها شبيه , فالحالة خاصة , والوحدة المقتسمَة " مثلما اعتدت ان تُعبِّر " أكيدَة جَليَّة , فالحارة لا يوجد مثلها والعَركَة لا يوجد غيرها والبطولة أيضاً لا يوجد لها شبيه
طوال سنوات تقارب الأربعة لم تاتي فرصة كهذه , فرصة واحدة قصيرة للإلتفات , فالخوف من ظهر مكشوف لا يعادله خوف , حتي الخوف من علقة موت في نهاية عَركَةٍ كَهذهِ , طالما ظهرك لم يُمَس , فخوفي من ظهرٍ مكشوف أعظَم كثيراً , لكن الحاجة الي هذا الإلتفات أصبحَت مُلِحَّة لا تحتمل , لا أنتظِر أيَ من لمحات النُبل في من هم علي المواجهة كي يتركوا فرصة قصيرة لإلتفات واجِب في وقت كهذا , لذا لن أُطيل بل سأكتفي بسلامِ سريع وفرصة نادِرَة لإشعالٍ سجارتين بولاعة واحدة لتكون هذه هي المرة الوحيدة التي نتأكد سوياً دون سؤال نبعث به من خلف ظهورنا " وِلعِت ؟ " .. " وِلعِت يا معلِّم " , لتكن هذه المرَّة أكيده دون سؤال
انتهت