Monday, September 26, 2011

Le feu follet





انها أوقات ما تشعر حينها انه يجب عليك ان تتوقف , تنتهي من فعلٍ ما , أو بالأحري من " لا فعلٍ " ما , في هذه المره , وفي هذه الجلسة , سوف اتوقف قليلاً عن فلسفَةٍ غير مُجدية , فلسفة تودي الي المرض , فلسفة تكبل الأيدي واللسان وبعضٍ من حواسٍ أيضاً

فلنتوقف عن هذه السلسلة المريضة , قالها " فيلليني " علي لسان بطلُه الذي يجسِّدُه في فيلم " ثمانية ونِصف " ليس بطله " جويدو " المخرج المُضطَرِب , بل كاتب أعمالُه الذي يجسد عقل فيلليني , قالها , لا داعي لهذا الفيلم , لا داعي لإن تترُك فيلمك كآثار اقدامِك العَرِجَة خلفك ليراها الجميع , دليل علي عدم قدرتك يوماً علي ان تُحِب , دليل كامل علي كل أخطائِك

اي أخطاء ؟! , اتدري ماهو أعظَم خطأ تم ارتكابُه , هي المشاركة المجانية لإخطاءِ غيرك , ما كل هذا العبث ؟! , لما البحث عن كل هذه المشكلات وسوء التفاهُم ؟!

أي خطأ كان افظَع من أن تتحول الي بطل فيلم , أن تلقي بنفسِك في كل هذا طواعية , ان تطارد كل هؤلاء المخبولين والمضطربين , أن تنزع عنهم ملابسهم وألوان التنكُّر لتأخذها معك الي الطرقات , لتقابل بها الصديق والحبيبة , لتذهب بها إلي العمل , لتشرِكُ فيها من لا يهتم ولا يعيّ؟! لمذا تطارد " كوبريك " في فيلمه " السطوع " وتأخذ من بطله لوسة رجل اتعبَهُ العمل واثقلتُه الأحمال حتي قتل زوجته ؟ , لماذا تستسلم بل تلهث وراء مصير أبطال "i fidanzati"
لتجعل منك شخصاً مُثقَل بالأحما لا يقدر علي تواصل مع الخطيبة , تتبع خطاه كمُتَلصِّص أحمَق يلقي بذاته داخل مشهد وراء آخر , ألا تعلم ان الجميع سوف يترك هذا المرقَص وهذا الديكور المبني لموقع البترول ويمارسون الحياة كأن شئ لم يكن أولنقل كأن شئ آخر ينبغي أن يحدث وفي النهاية ليس نفس الشئ الذي ألقيت نفسك فيه ؟!

كم هو جميل هذا ال " Stalker"
في فيلم تاركوفسكي , كم هو بديع حقاً , هذا الشخص الضعيف الذي اختار دور أوحَد في هذا العالم , فقط أن يرشد البعض مِن مَن يُريد أن يذهب إلي ال
zone
الشخص الذي يرشد البعض الي الحُلم , يعرف الطريق إليه كاملاً لكنه يقف علي حافة الوصول , لا يخطو مجرّد خطوة , يتكلم عن الضعف بعذوبة شديدة , الموت كل الموت في القوة , الصلابة دليل موت أما الضعف فهو دليل حياة كشجرةٍ ماتت حينما تصلبَت وجَمُدَت , هذا الضعف المبهر النبيل , اهذا ما تلهث وراؤه ؟!

كم هو جميلاً هذا ال " كافافيس " حينما يتكلم عن المدينة , نعم كانت حياته خرائب سوداء وكانت روحه هي المدينة البعيدة اللتي أينما ذهب وجدها خرائب سوداء , فهو , هو المدينة البعيدة , ياللجمال , أ لهذا تفسد كُل مُدُنَك البعيدَة ؟! , تبحث عن الخرائب كمن يبحث عن طوق نجاة , بل إنه حَجَرِ موتك

كل هذا يحمل جمالاً وسحراً , إنها كُل الحياوات التي رغبت يوماً أن تعيشها , لجمالها ربما أو لقبح ما يقبع في حقيقة ما تحياها , لربما ليست بهذا القبح , لكنها أيضاً ليست بهذا الجمال , أرجو منك شيئا واحداً , فقط خطوة الي الوراء , كُن صانعاً أو علي أسوأ اختيار كُن متفرجاً عظيماً كما بدأت , لا تجعل هذا الجمال يفسد القليل الذي تبقي